والوجه الثاني أن يقال: إن قول نوح عليه السلام جواب من ضلل، لأنه قيل له: (إنا لنراك في ضلال مبين)، الأعراف: ٦٠ وهود عليه السلام قيل له: (إنا لنراك في سفاهة). الأعراف: ٦٦.
والضلال من صفات الفعل، تقول ضل فهو ضال، والسفاهة من صفات النفس وهي ضد الحلم، وهو معنى ثابت يولد الخفة، والعجلة المذمومتين، والحلم معنى ثابت يولد الأناة المحمودة، فكان جواب من عيب بفعل مذموم نفيه بفعل محمود، لا بل بأفعال تنفي ما ادعوه عليه، وهي أن قال لست ضالا ولكني رسول من رب العالمين أؤدي إليكم ما تحملت من أوامره، وأدعوكم بإخلاص إلى إصلاح أمركم، وأعلم من سوء عاقبة ما أنتم عليه ما لا تعلمون فنفى الضلال بهذه الأفعال.


الصفحة التالية
Icon