والمسألة الثالقة عما دعا إلى تكرير ما في قوله: (له ما في السموات وما فيالأرض) ولم يكررها
في الآية الأولى في قوله:: (ألا إن لله ما فغي السموات والأرض..) ولم يقل: وما في الأرض؟.
فالجواب عن المسألة الأولى، واختصاص ما حيث اختصت، واختصاص من حيث اختصت، هو أن الأولى جاءت بعد قوله تعالى: (ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به..) ونس ٥٤، فكان المعنى: أن النفس الظالمة إذا رأت عذاب الله تعالى لو ملكت جميع ما في الأرض لبذلته في فداء نفسها، وهي تحرص على اليسير من حطامها في ظلم أهلها، فكرر على ذلك بقوله: (ألا إن لله ما في السموات والأرض) يونس ٥٥ أي أن النفس الظالمة لا تملك ما في الأرض فتفتد به، ولو ملكته لما قبل في فدائها، وكيف يكون لها ذلك؟