الاستثناء الذي لم يقع مثله في سورة هود أغنى عن الاستثناء في قوله: (فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك).
والجواب عن المسألة الثانية أن يقال: إنه لما اقتص في هذه السورة بعض ما اقتص في الأحرى، فذكر أن الرسل قالوا له: (إنا رسل ربك لن يصلوا إليك) هود: ٨١ والمعنى: لن يصلوا إليك وإلى المؤمنين من أهلك، قيد ذلك في قوله: (فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك) هود: ٨١. بأن أمروه بإخراج أهله من بين أظهرهم ليلا من غير أن يعرج أحد منهم على شيء خلفه يعوقه عن المضي إلى حيث ما أمر به.
ولما قال في سورة الحجر: (إنا لمنجوهم أجمعين* إلا امرأته) اخبارا عن الرسل أنهم خاطبوا إبراهيم عليه السلام به، ثم أخبر عن مخاطبتهم لوطا في هذه


الصفحة التالية
Icon