بين القصص ما أضمر فيه، خلاف ما أظهر قبل، وهو: (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) هود: ٢٥.
وكان الأمر في ذلك في سورة العنكبوت مخالفا بعض المخالفة، لأن هـ افتتحت القصة بقوله: (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) العنكبوت: ١٤ وجاءت بعدها قصة
إبراهيم ولوط عليهما السلام، فلم تجريا على الفعل الأول في التعلق بالمرسل والمرسل إليهم كما كان ذلك في قصة هود وصالح عليهما السلام في السورتين، بل جاء بعد قوله: (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) قوله: (وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه) العنكبوت: ١٦ وقوله: (ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) العنكبوت: ٢٨، فلم يكن المعطوف على قصة نوح في هذه السورة كالمعطوف عليها فيما تقدم من سورتي الأعراف وهود، ولم يتعد الفعل المضمر تعدي الفعل المظهر، وكان جائزا أن يكون المعنى: واذكر إبراهيم إذ قال