المبين هو الحجج القاهرة التي تقهر القوم، كأنواع العذاب
التي أنزلت على قوم موسى عليه السلام، وكانت عند قوله.
فلما كان القصد في الآيتين المتقدمتين ذكر جملة أمرهم إلى منتهى حالهم من هلاك الأبد انطوت تلك الجملة على جميع ما احتج به عليهم إلى أن زال التكليف عنهم، وأخبر عن مستقرهم من العقاب الدائم عليهم ألا ترى الكلام في الآية الأولى في سورة هود ينساق إلى قوله: (وما أمر فرعون برشيد*يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) هود: ٩٧-٩٨، وكذلك في الآية الثانية ينساق الكلام فيها إلى قوله: (وحاق بآل فرعون سوء العذاب* النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) غافر: ٤٥- ٤٦ فذكر في الآيتين جميع ما احتج به عليهم من الآيات التي سخروا بها عند رؤيتها، والآيات التي فزعوا إلى مسألته عند مشاهدتها في كشفها لقوله تعالى: (ولما وقع