فقوله في سورة يوسف: (أفلم يسيروا في الأرض) قبله: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) معناه: كان الرسل من القرى التي بعثوا إليها، فلما طغوا نزل بهم العذاب ما بقي أثره في ديارهم من الخسف والانقلاب، فصار معنى قوله: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) أي لم يكونوا إلا رجالا أرسلوا إليهم فخالفوهم، فاعتبروا أنت بآثارهم ومشاهدة ديارهم لتجنبوا ما يجلب عليكم مثل حالهم.
وكذلك قوله تعالى في سورة الحج ٤٦: (أفلم يسيروا في أرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها) هو بعد قوله: (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد) الحج: ٤٥ فكأنه قال: إذا كان كذا فسيروا في الأرض واعتبروا.