وأما قوله في سورة الروم ٩: (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اشد منهم قوة وأثاروا الأرض) فإنه لم يتقدمه ما يصير هذا كالجواب عنه، إذ لم يجر ذكر
حال أمة من الأمم خالفت نبيها فعوقبت على فعلها، بل الآية التي قبلها قوله: (أولم يتفكروا في
أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون) الروم: ٨ فكان الموضع موضع الواو، وهذا مع أنه معطوف على قوله: (أولم يتفكروا) وهو بالواو، فكان حملة على ذلك مع اقتضاء المعنى للواو، وهو الواجب.
وقوله في سورة الملائكة ٤٤: (اولم يسيرو في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان لله ليعجزه من شيء).
لم يتقدمه الذين من قبلهم ما يكون هذا كالجواب عنه فلم يحسن إلا الواو، لأن الآية التي قبله


الصفحة التالية
Icon