الآخر فمن طول لبثهم لم يتغيروا كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا﴾ ١.
وقوله: ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ﴾ ٢ ٣ الآية.
فيه مسائل:
الأولى: كونهم فعلوا ذلك عند الفتنة، وهذا هو الصواب عند وقوع الفتن، الفرار منها.
الثانية: قولهم: ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾ ٤ لا نحصّلها بأعمالنا ولا بحيلتنا.
الثالثة: قولهم: ﴿وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً﴾ ٥ طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشدا مع كونه عملا صالحا، فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه أو يرجع على عقبيه، أو يثمر له العجب والكبر. وفي الحديث "وما قضيت لنا من قضاء فاجعل عاقبته رشدا" ٦ ٧.
وقوله تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً﴾ ٨ إلى قوله: ﴿مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً﴾ ٩ فيه مسائل:

١ سورة الكهف آية: ٢١.
٢ سورة الكهف آية: ١٠.
٣ قوله تعالى: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) سورة الكهف الآية: ١٠.
٤ سورة الكهف آية: ١٠.
٥ سورة الكهف آية: ١٠.
٦ ابن ماجه: الدعاء (٣٨٤٦)، وأحمد (٦/١٤٦).
٧ رواه أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها جـ ٦ ص ١٤٦.
٨ سورة الكهف آية: ١٣.
٩ قوله تعالى: (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم) مرفقا الآيات: ١٣-١٦.


الصفحة التالية
Icon