فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا} ١.
ومنها الفخر بالأصل، وقد ورد عن النبي ﷺ التشديد ٢ في ذلك; والفخر منهي عنه مطلقا، ولو كان بحق فكيف إذا كان بباطل؟ ومنها الشهادة لما كان عليه السلف أن البدعة أكبر من الكبائر، لأن معصية اللعين كانت بسبب الشبهة، ومعصية آدم بسبب الشهوة.
ومنها عدم الاغترار بالعلم; فإن اللعين كان من أعلم الخلق فكان من أمره ما كان.
ومنها عدم الاغترار بالرتبة والمنزلة فإنه كان له منزلة رفيعة; وكذلك بلعام ٣ وغيره ممن له علم ورتبة، ثم سلب ذلك.
ومنها معرفة العداوة التي بين آدم وذريته، وبين إبليس وذريته وأن هذا سببها لما طرد عدو الله ولعن بسبب آدم، لما لم يخضع. وهذه المعرفة مما يغرس في القلب محبة الرب جل جلاله، ويدعوه إلى طاعته وإلى شدة مخالفة الشيطان، لأنه سبحانه ما طرد إبليس ولعنه، وجعله بهذه المنزلة الوضيعة بعد تلك المنزلة الرفيعة إلا لأنه لم يخضع بالسجود لأبينا آدم، فليس

١سورة الأعراف آية: ١٣.
٢ ورد عن النبي ﷺ التشديد في النهي عن الفخر بالآباء، مثل إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء وفيه -في بعض رواياته- لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم.. وقد رواه عن أبي هريرة أبو داود والترمذي والبيهقي. وفي معناه أحاديث متعددة.
٣ هو بلعام بن باعوراء. راجع تفسير قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا..) سورة الأعراف ١٧٥ في كتب التفسير الموسعة.


الصفحة التالية
Icon