خَلْقَ اللَّهِ} ١ الآية.
قال الضحاك ٢: مفروضا معلوما، وحقيقة الفرض التقدير، والمعنى أن من اتبعه فهو نصيبه المفروض. فالناس قسمان: نصيب الشيطان ومفروضه، وحزب الله وأولياؤه.
قوله: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ﴾ يعني عن الحق، ﴿وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ﴾ قال ابن عباس: تسويف التوبة وتأخيرها، وقال الزجاج ٣: أجمع لهم مع الإضلال أن أوهمهم أنهم ينالون مع ذلك حظهم من الآخرة.
وقوله: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ﴾ ٤، البتك القطع، وهو ههنا قطع آذان البحيرة. وقوله: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾، قال ابن عباس: دين الله، وقاله ابن المسيب ٥ والحسن وإبراهيم ٦ وغيرهم، ومعنى ذلك أن الله فطر عباده على الفطرة وهي الإسلام كما قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ ٧ الآية، وفي الصحيح: " ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ٨") الحديث، فجمع صلى الله
٢ هو الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني، كان مفسرا له كتاب في التفسير (ت ١٠٥هـ)، راجع مثلا: ميزان الاعتدال ١- ٤٧١.
٣ هو إبراهيم بن السري عالم النحو واللغة البغدادي، ولد عام ٢٤١ وتوفي عام ٣١١هـ.
٤سورة النساء آية: ١١٩.
٥ هو أبو محمد سعيد بن المسيب المخزومي القرشي، سيد التابعين وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان راوية لفقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
٦ هو إبراهيم بن يزيد بن قيس، أبو عمران النخعي، كان فقيها من أكابر التابعين، وفقيه أهل العراق في عصره (٤٦-٩٦هـ).
٧سورة الروم آية: ٣٠.
٨ رواه البخاري ومسلم والطبراني في الكبير والبيهقي في السنن.