كثيرين حفظوا القرآن في سن مبكرة. ومن ذلك ما ذُكر من أن الشافعي حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين (١).
وأن جلال السيوطي حفظ القرآن وله دون ثمان سنين (٢).
وما جرت عليه عادات المسلمين من أخذ الصبي بكتاب الله في أول أمره، حتى ولو كان يقرأ ما لا يفهم عزاه صاحب (أبجد العلوم) إلى (إيثار الثواب) وخشية ما يعرض للولد من جنون الصبا من الآفات والقواطع عن العلم فيفوته القرآن (٣).
وفي قول يحيى عليه السلام ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً﴾ مريم: ١٢). أراد بالحكم فهم الكتاب فقرأ التوراة وهو صغير) (٤).
وروى عن بعض السلف قال "من قرأ القرآن _ قبل أن يبلغ – فهو ممن أوتي الحكم صبيا" (٥).
وفي حديث حذيفة أن النبي ﷺ قال: "إن القوم يبعث الله عليهم العذاب حتماً مقضيا فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة" يقول ابن حجر، ولهذا الحديث شاهد في مسند الدارمي عن ثابت بن عجلان "إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان بالحكمة صرف الله ذلك عنهم يعني الحكمة: القرآن" (٦).

(١) الحسيني الملقب بالمصنف، طبقات الشافعية ص٣
(٢) السيوطي، حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ١/١٤٠
(٣) أبجد العلوم ص٦٦
(٤) الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل ٣/٢٨٤
(٥) الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل ٣/٢٨٤
(٦) ابن حجر العسقلاني، الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ص٣


الصفحة التالية
Icon