ولذا فإن المادة الرئيسية لدى النشء هو حفظ القرآن مجوداً والذي كان يستطيع ختم القرآن في المدارس والكتاتيب بمنزلة (شتلات) صالحة تنتقل إلى أرض التعليم فيزكو نباتها.
ومما حفل به التاريخ الإسلامي أن نساءً ختمن القرآن مثل ميمونة بنت أبي جعفر القعقاع المدني أحد القراء العشرة المختارين روت القراءة عن أبيها وروى القرآن عنها آخرون (١).
وكان في قصر زبيدة بنت أبي جعفر المنصور وزوجة هارون الرشيد وأم ولده الأمين مائة جارية تقرأ القرآن فكان يُسمع من قصرها دوي كدوي النحل من القراءة. (٢)
وذكر ابن فياض في تاريخه في أخبار قرطبة أنه كان بالرَّيَض الشرقي من قرطبة مائة وسبعون امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي وكان هذا في ناحية من نواحيها فكيف بجميع جهاتها (٣). ؟
وعائشة بنت إبراهيم بن صديق زوج الحافظ المزي المتوفاة ٧٤١ هـ‍ كانت تحفظ القرآن وتلقنه النساء وكانت عديمة النظير لكثرة عبادتها وحسن تأديتها القرآن وتفضل في ذلك على كثير، وأقرأت عدة من النساء وختمن عليها وانتفعن بها. (٤) وعرض ابن الجزري السيرة العلمية لابنته (سلمى) فذكر ضمناً أنها: (عرضت القرآن حفظاً بالقراءات العشر، قراءة صحيحة مجودة مشتملة على

(١) ابن الجزري، غاية النهاية ٢/٣٢١
(٢) ابن تغريردي، النجوم الزاهرة٢/٢١٤
(٣) عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب ٣٧٢
(٤) ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ترجمة رقم ٢٠٨٠.


الصفحة التالية
Icon