يعلمه القرآن (١) " وقد تجرد نفر من أصحاب رسول الله ﷺ لإقراء القرآن وبلغوا فيه مبلغاً نوه به رسول الله ﷺ فقال:"استقرئوا القرآن من أربعة عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب (٢) " وعلى امتداد الزمن يهيئ الله عز وجل لحفظ كتابه وفهمه وتعليمه والدعوة إليه الملايين من المخلصين أهل الله وخاصته الذين يبتغون بذلك وجه الله عز وجل. وقد وهب الله للعالم الإسلامي في عصرنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بارك الله في جهوده وأمتع بحياته فضرب مثلاً رائعاً في خدمة الذكر الحكيم لم يسبقه إليه أحد في عصرنا الحاضر، حيث أنشأ مجمع الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف الذي وفقه الله لافتتاحه في ٦/٢/١٤٠٥هـ فقام المجمع بتوزيع ملايين النسخ داخل المملكة وخارجها مجاناً.
كما انتشرت في عهده حفظه الله وتحت رعايته الكريمة الألوف من حلقات تحفيظ القرآن الكريم وكذلك مدارس تحفيظ القرآن الكريم كأضخم مؤسسة خاصة لكتاب الله العزيز حفظاً وتلاوة وتفسيراً مع تعليم وجوه القراءات وسائر ما يتعلق بالقرآن من دراسات.
وقد تنامت العناية بالقرآن الكريم من جهات شتى تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفقه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ثم سائر المسؤولين المتشرفين بالقيام على خدمة الكتاب والسنة.

(١) الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ١٨/٩، ط. إحياء التراث العربي، كتاب فضائل القرآن. باب ما جاء في قراءة القرآن بأجر.
(٢) نفسه باب فضل القراءة على قراءة عبد الله بن مسعود ١٨/٢٢.


الصفحة التالية
Icon