ثامناً: البدء بالقراءة والحفظ أولا ثم الفهم ثم العمل:
ويستشهد لذلك من كتاب الله تعالى: بقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ (القيامة: ١٧ – ١٩).
وقوله ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ (البقرة: ١٢٩) وقوله ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ (البقرة: ١٥١)
وقوله ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران: ١٩٠)
الآيات قال فيها رسول الله ﷺ "ويل لمن قرأها ثم لم يتفكر فيها (١) " فحفظ القرآن الكريم لا يتوقف على الفهم والملايين الذين حفظوا القرآن لم يكونوا يبدؤون بتفسيره اولاً ثم بحفظه والله عز وجل قد يسر حفظه، وذلل له الألسنة حتى إن ناشئة الأعاجم يحفظونه ولا يدركون معناه إذا طالبتهم به، وإنما يأتي عرض المعاني الإجمالية في مرحلة متأخرة يمكن لعقل الطالب أن يعي ويفهم معاني القرآن ودلالاته.
وقد كان أصحاب الرسول ﷺ يحفظون من القرآن ثم يتعلمون معنى ما حفظوه ثم يعملون به.

(١) الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي ٢/١١١، ط. دار المعرفة بيروت.


الصفحة التالية
Icon