وحفظ الصبيان القرآن وهم في سن العاشرة فما دونها وقد يحفظونه مع معانيه التفسيرية الموجزة وقد يضيفون لحفظه حفظ بعض الأحاديث النبوية، فيه أعظم الدلالة على أن إرادة الله نافذة في حفظ كتابه الكريم من الضياع وفي هذا المقام بين الدكتور فتحي علي يونس الخطر الكامن وراء دعوة:
أ - الحفظ بلا فهم لا قيمة له وأنه من الضروري فهم المعنى فهما تاماً أولاً ثم يأتي دور الحفظ فيقول:
وإذا أخذنا بمبدأ علم النفس التعليمي الذي ينص على فهم المعنى فهما تاماً كي تتم عملية التعليم والتعلم فمعنى ذلك أنه لابد أن نؤخر تعليم القرآن الكريم للأطفال إلى سن متأخرة وفي هذا التأخير خطورة بالغة على التطبيع الديني للأطفال لأنه معروف من الدراسات التي أجريت على تعليم الأطفال أنهم في السن المبكرة يتعلمون بسرعة ويتذكرون جيداً وأن عندهم نوعاً من المرونة الفكرية والصفاء الذهني يساعدهم على ذلك. والاهتمام بمبدأ المعنى في حد ذاته أمر ضروري ومهم في عمليات التعليم لكن تطبيقه الحرفي في تعليم القرآن أدى إلى ظهور دعاوى مثل: إرجاء تعليم القرآن إلى سن متأخرة حتى يمكن للأطفال أن يفكروا في معانيه ويفهموه وهذا لا يتم إلا في سن الثانية عشرة كما ذكر بياجيه.
وكذلك انتقاء بعض الآيات وقصر الدراسة عليها بحيث تكون أقرب إلى مفاهيم الأطفال وفي مثل تلك الدعوات خطورة بالغة.


الصفحة التالية
Icon