٣. موافقته لما ثبت في العرضة الأخيرة.
٤. اقتصاره على ما لم تنسخ تلاوته، وتجريده مما ليس بقرآن.
٥. اشتماله على الأحرف السبعة التي ثبتت في العرضة الأخيرة.
٦. إجماع الصحابة على صحته ودقته، وعلى سلامته من الزيادة والنقصان، وتلقيهم له بالقبول والعناية، حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أعظم الناس أجراً في المصاحف أبو بكر، فإنه أول من جمع بين اللوحين"١
فهذه السمات اجتمعت في الصحف التي جمعها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وإن وجدت مصاحف فردية لدى بعض الصحابة كمصحف علي بن أبي طالب، ومصحف أبي بن كعب، ومصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم إلاّ أنها لم تكن على هذا النحو ولم تحظ بالتحري والدقة والجمع والترتيب، والاقتصار على القرآن، حيث كانت متضمنة تعليقات وشروحاً وأدعية ومأثورات كتبها الصحابة لأنفسهم، فهي خاصة بهم وباستطاعتهم تمييز القرآن من غيره، أما غيرهم فقد لا يستطيع ذلك.

١أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص١١. وانظر المدخل لدراسة القرآن ص٢٧٣، ومباحث في علوم القرآن لمناع القطان ١٢٨.

المطلب الثامن: تسميته بالمصحف:
بعد أن أتم زيد جمع القرآن الكريم أطلق على هذا المجموع "المصحف"، فقد روى السيوطي عن ابن أشته في كتابه المصاحف أنه قال: "لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق، قال أبو بكر: التمسوا له اسماً، فقال بعضهم: السِّفْر.
وقال بعضهم: المصحف، فإن الحبشة يسمونه المصحف.


الصفحة التالية
Icon