فيحدثنا ابن جبير المتوفى سنة ٦١٤هـ في رحلته إلى الشام عندما زار جامع دمشق حيث ذكر أنه رأى في الركن الشرقي من المقصورة الحديثة في المحراب خزانة كبيرة فيها مصحف من مصاحف عثمان، وهو الذي أرسله إلى الشام١.
كما أشار ابن بطوطة المتوفى سنة ٧٧٩هـ إلى رؤيته له في رحلته إلى الشام٢.
كما رأى النسخة نفسها ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة ٧٧٤هـ حيث قال: "وأما المصاحف العثمانية الأئمة، فأشهرها اليوم الذي في الشام بجامع دمشق – عند الركن، شرقي المقصورة المعمورة بذكر الله – وقد كان قديماً في "طبريَّة"، ثم نقل منها إلى دمشق في حدود ثمان عشرة وخمسمائة ٥١٨هـ، وقد رأيته كتاباً عزيزاً جليلاً عظيماً ضخماً، بخط حسن مبين، قوي، بحبر محكم، في رق أظنه من جلود الإبل، والله أعلم"٣
واستمر هذا المصحف محفوظاً في الجامع الأموي إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، ثم فقد هذا المصحف:
فبعضهم يرى أنه احترق عندما احترق الجامع الأموي. يقول محمد كرد علي في حديثه عن الجامع الأموي: "حتى إذا كانت سنة ١٣١٠هـ سرت النار إلى جذوع سقفه، فالتهمتها في أقل من ثلاث ساعات، فدثر آخر ما بقي من آثاره ورياشه، وحرق فيه مصحف كبير بالخط الكوفي، كان جيء

١رحلة ابن جبير ص ٢٤٢.
٢رحلة ابن بطوطة ج١ – ص٥٤.
٣فضائل القرآن لابن كثير من تفسير القرآن العظيم ج١ – ص٣٤.


الصفحة التالية
Icon