كما أن التشريع السليم والصحيح غير متيسر فيها، بل فيها من الضلالات والانحرافات، خاصة ما يسمونه بالتلمود ما يثير الإشمئزاز، ويبعث على السخرية، ويدل دلالة واضحة على التحريف والإنحراف الكبير الذي وقع لهم في ديانتهم، سواء في كتبهم أو في تشريعات كهنتهم وأحبارهم."١"
أما النصارى فحالهم أعجب وأغرب، فليس عندهم كتاب واحد من كتبهم يصح نسبته إلى أحد ممن يضعون اسمه على تلك الكتب، فضلاً عن أن يصح نسبته إلى المسيح (، بل إنهم لا يعرفون على التحقيق من هم كتبة تلك الكتب، ولا تواريخ كتابتها."٢"
وأثبتت الدراسات النقدية وجود اختلافات "٣"، وأخطاء "٤" كثيرة جداً فيها.
أما من ناحية الاعتقاد فكلامهم في الله تعالى من أفسد القول وأقبحه، كما أن اعتقادهم لا يمت بصلة إلى كتبهم حتى بعد تحريفها، فالتثليث لم يرد ولا مرة واحدة في كتبهم كلها، أما الأبوة والبنوة التي يزعمون، فهي معان مستغلقة غير مفهومة ولا واضحة، وهي مجرد دعاوى مرفوضة من ناحية العقل فضلاً عن الشرع والدين.
أما دعواهم في الروح القدس وأنه ثالث ثلاثة، فلا يسند ذلك نص في كتبهم، بل هو اختراع من أحبارهم.
أما الصلب تكفيراً لخطيئة آدم، وما فيها من الفلسفات الكثيرة الجوفاء، فلا يوجد في أناجيلهم نص واحد يدل عليه، بل هي أوهام في رؤوسهم، ودعاوى مظنونة متخرصة."٥"
"٢" المدخل إلى العهد الجديد، للقس فهيم عزيز، ص١٤٦-١٥٢، اختلافات في تراجم الكتاب المقدس، ص٧٦-٨١.
"٣" انظر: إظهار الحق "١/١٨٧-٢٤٦"، دراسات في الأديان، ص١٨٨-١٩٦.
"٤" انظر: إظهار الحق "٢/٢٩٤-٣٥٢"، ودراسات في الأديان، ص١٩٧-٢٠١.
"٥" انظر ذلك تفصيلاً في: دراسات في الأديان، ص٢٢٥-٢٨٢.