أولهما: الإعجاز العلمي.
الإعجاز العلمي: المراد به أن الله أخبر بحقائق علمية ليس في طاقة النبي صلي الله عليه وسلم، بل ولا أحد من أهل زمانه أن يعلمها، إلا أن الله تعالى العليم الخبير قد أخبر بها في القرآن الكريم، لكي يكون في ذلك آية متجددة على مر الزمان تدل على أن القرآن من عند الله تعالى.
وقبل أن نذكر شيئاً من الإعجاز العلمي على سبيل الاختصار، نبين الضوابط التي ذكرها العلماء في تفسير الآيات القولية المتعلقة بالآيات الكونية الخلقية، وهي:
١- أن القرآن الكريم ليس كتاباً للعلوم الدنيوية، بمعنى أنه ليس كتاب فلك ولا كتاب طب ولا كتاب هندسة ونحوها، وإنما هو كتاب هداية للإيمان وطاعة الرحمن. قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً﴾ [الفرقان: ١]، وقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا، قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً﴾ [الكهف: ١].
-أن يقتصر على الحقائق العلمية في تفسير الآيات، وهي التي ثبتت بالمشاهدة أو بالتجربة أو بالبرهان القاطع، ولا يأخذ بالنظريات والفرضيات، وذلك لأن النظريات قد تتغير، كنظرية دارون في أصل الأنواع، وكذلك تكون الكواكب ونحوها، وهذا التغير والتبدل ينعكس على فهم النص القرآني، فقد يؤدي إلى تكذيب القرآن وجعله تبعاً للفهوم الباطلة ـ أما الفرضيات فهي أسوأ، لأنها لاتعدو أن تكون تخميناً، كفرضية وجود أحياء على الكواكب الأخرى ونحوها.
٣- أن لا يتعسف في تفسير الآيات ويلويها لتوافق ما يرى أن الآية تدل عليه.


الصفحة التالية
Icon