الحيوان وعالم النبات والتناسل الإنساني. وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة لا نكتشف في القرآن أي خطأ، وقد دفعني ذلك لأتساءل: لو كان كاتب القرآن إنساناً كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة. ليس هناك أي مجال للشك، فنص القرآن الذي نملك اليوم هو فعلاً النص الأول "."١"
فمعنى ذلك أن النصوص القرآنية المتعلقة ببعض الظواهر الطبعية أو الخلقية ونحوها، لا يمكن معرفة حقيقة المقصود بها إلا بالآلات الحديثة، والتي لم تتوفر إلا في هذه الأزمان المتأخرة، وهذا فيما لم يفسره النبي صلي الله عليه وسلم.
وبسبب هذا سنكون متطفلين على أهل الإختصاص، نذكر ما قالوا فيما هو من علمهم في هذا الباب، ونعرض الآيات المحققة والمؤكدة لهذا المعنى، ليكون ذلك دليلاً على إعجاز القرآن العلمي، وآية على أنه الحق، وأنه من عند الله، وأن رسول الله صلي الله عليه وسلم آتاه الله القرآن، وأنه الرسول صلي الله عليه وسلم هو رسول رب العالمين.
فمن ذلك:
١-كروية الأرض:
صرح الله تعالى بكروية الأرض تصريحاً واضحاً في آيات عدة، مثل قوله تعالى: ﴿خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار﴾ [الزمر: ٥].
والتكوير: هو اللف والإدارة "٢"، ولا يمكن بحال أن تكون الأرض منبسطة انبساطاً تاماً بدون تكوير فيها، ثم يتكور الليل على النهار، لأن انبساط الأرض
"٢" قال الراغب: كور الشيء إدارته، وضم بعضه إلى بعض ككور العمامة. المفردات، ص٤٣٣.