وقد وردت السنة بالوقف على رءوس الآيات، ففي حديث أم سلمة -رضي الله عنها- أنها سئلت عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: "كان يقطع قراءته يقول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ويقف، ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ويقف" أخرجه الترمذي.
وفي رواية عند أبي داود أنها قالت: كان يقطع قراءته آية آية.
ومعرفة الوقوف: من أهم متطلبات الفصاحة في كلام الفصحاء، كما أنها من أهم متطلبات التجويد في القراءة:
يدل على الأول: ما أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما أن خطيبًا خطب بين يدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فغضب عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "بئس خطيب القوم أنت".
وفي رواية أخرجها أبو جعفر النحاس١ بإسناد مسلسل بالثقات عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- أن الخطيب وقف على قوله: ومن يعصهما. فكان هذا الوقف القبيح لإنكار النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما يدل على الثاني ما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لقد عشنا برهة من الدهر وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة فيتعلم حلالها وحرامها وأوامرها وزواجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها، ولقد رأيت رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان