٣ الشدة: في اللغة القوة، ويراد بهذه الصفة في الاصطلاح:
انحباس الصوت في المخرج. وذلك أنه لكمال قوة الانحصار وطبيعة الحرف الذي يراد تولده ينحبس الصوت في المخرج انحباسًا شديدًا ثم ينطلق مع انطلاق الهواء، ولذلك كانت معظم الحروف مجهورة ما عدا التاء والكاف فإنهم عدوهما مهموستين مع أن الهواء في بداية النطق بهما ينحبس في مخرجهما مع انحباس الصوت ولكن لضعف هذا الانحباس لم يعتبر جهرًا، ولذلك فإن الصوت ينطلق بالتاء والكاف خفيفًا لطيفًا بعد انحباسه.
حروف الشدة جمعها ابن الجزري في قوله: أجد قط بكت.
٤ الرخاوة: هي ضد الشدة، فيراد بها: جريان الصوت في مخرج الحرف، وذلك لضعف انحصار الصوت فيه، وحروفها ما سوى حروف الشدة والتوسط، ولا يلزم من جريان الصوت في الحروف الرخوة أن يجري النفس فيها أيضًا، فالضاد مثلًا حرف رخو مجهور، وكذلك الظاء والغين.
٥ التوسط: أي بين الرخاوة والشدة، ويسميها بعضهم: البينية، وحروف هذه الصفة خمسة مجموعة في قولهم: لِن عمر.
وذلك أن هذه الحروف توسطت في طبيعتها بين أن تكون شديدة محضة أو رخوة محضة، بل كانت درجة رخاوتها ضعيفة بحيث قربت من الشدة.