مضى حجة لنفسه، وليتميز عن الإرهاص والكرامات. وإنما قلنا: إنه مع عدم المعارضة، ليتميز عن السحر والشعبذة (١).
والمعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي، سالم عن المعارضة وهى: إما حسية، وإما عقلية (٢).
والمعجز بهذا المعنى يدخل فيه من وجوه الإعجاز ما اتُّفِقَ عليها وما اخْتُلِفَ فيها ويخرج عنه ما قاله أبو الحسن الأشعري على النحو الذي سيأتي إن شاء الله بيانه عند تقسيم الوجوه.
ولقد أجمع عامة الباحثين من علماء العربية والتشريع والفلسفة والفرق المختلفة، أن القرآن معجز، فما معنى أنه معجز؟
للجواب عن معنى الإعجاز ثَمَّةَ تعريفان للإعجاز (٣) :-
أحدهما: هو المعتمد لدى جمهور العلماء والباحثين وهو: أن القرآن قد سما في علوه إلى شأو بعيد بحيث تعجز القدرة البشرية عن الإتيان بمثله، سواء كان هذا العلو في بلاغته أو تشريعه أو مغَيَّباته أو غير ذلك.
ثانيهما: تفرد به (٤) أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هاني النظام (ت ٢٣١هـ) اللغوي والمعتزلي المعروف ثم تبعه في ذلك بعض الناس من فرقته

(١) كتاب المحصل " وهو محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين " لأبى عبد الله محمد بن عمر بن حسين فخر الدين الرازي (٥٤٤هـ – ٦٠٦ هـ) (١١٤٨ م – ١٢٠٩ م) تقديم وتحقيق، دكتور / حسين أتاى مكتبة التراث ٢٢ شارع الجمهورية – القاهرة – صـ٤٨٩ الطبعة الأولى.
(٢) الإتقان للسيوطي صـ١٠٠١.
(٣) من روائع القرآن تأملات علمية وأدبية في كتاب الله عز وجل د/ محمد سعيد رمضان البوطي. مكتبة الفارابي - دمشق، صـ١٢٥بتصرف يسير.
(٤) مقالات الإسلاميين للأشعري جـ١، صـ٢٩٦


الصفحة التالية
Icon