وفي النكت في إعجاز القرآن لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني (٢٩٦هـ - ٣٨٦هـ) اعتراض افترضه الشيخ ورد عليه " إذ يقول (١) :
"فإن قال قائل: فلم اعتمدتم على الاحتجاج بعجز العرب دون المولدين وهو عندكم معجز للجميع، مع أنه يوجد للمولدين من الكلام البليغ شيء كثير؟.
قيل: لأن العرب كانت تقيم الأوزان والإعراب بالطباع، وليس في المولدين من يقيم الإعراب بالطباع كما يقيم الأوزان، والعرب على البلاغة أقدر لما بَيَّنَّا (٢) من فطنتهم لما لا يَفْطن له المولدون من إقامة الإعراب بالطباع، فإذا عجزوا عن ذلك فالمولدون عنه أعجز".
والجرجاني في رسالته الشافية (٣) يفضي بباب من التلبيس يدور في أنفس قوم من الأشقياء يستهوون به وعي الغِرِّ الغَبِي بذكره، وهو قولهم: قد جرت العادة بأن يبقى في الزمان من يفوت أهله حتى يسلموا له، وحتى لا يطمع أحد في مداناته، وحتى يقع الإجماع فيه أنه الفرد الذي لا ينازع، ثم يذكرون امرأ القيس وربما ذكروا الجاحظ.
وهم يريدون بذلك أن القرآن معجز لا لأنه كلام الله، بل لمزية كانت للنبي ﷺ في كلامه دون غيره من أرباب الفصاحة فاق بها الفصحاء والبلغاء.

(١) ذخائر العرب ١٦ ثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والحطابي وعبد القادر الجرجاني حققها وعلق عليها محمد خلف الله أحمد ودكتور محمد زغلول سلام ط دار المعارف الطبعة الرابعة صـ ١١٣.
(٢) المرجع السابق صـ١١١ حيث تكلم على نقض العادة كوجه من وجوه الإعجاز.
(٣) الرسالة الشافية للجرجاني ثلاث رسائل في الإعجاز صـ ١٢٨، ١٢٩.


الصفحة التالية
Icon