وتدخل ضمن هذين الإطارين منظوماتُُ أخرى فرعيهٌ تدل على مدى سَعة وجوه الإعجاز القرآني، وكثرة القائمين على العناية بها.
ولم يَحْبُ الله أمة بمثل ما أوتيت أمة الإسلام، فقد خَصَّها بالفضل كله، بنبيها الخاتم ﷺ وبكتابه الخالد المعجز، وكونِها خيرَ أمة أخرجت للناس.
وجعل عصمتَها بكتابِه سرَّ قوتها، وتمسكَها به سبيلَ هدايتها فهو الكتاب الذي وصفه النبي ﷺ حين قال: " مأدبة الله والنور المبين، والشفاء النافع، عصمةٌ لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد (١) ".
المعجزة القولية الكبرى، يحوى في آمادِ آبادِ سَعته أعاظم العجائب الكونية، ردَّ على طالبي الآيات الحسية ليردهم إليه، فأخرس في نفوسهم الكلامَ بإقامة التوجيه نحو القرآن وحده.
وقد حكى عنهم قولهم ﴿وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ (العنكبوت ٥٠، ٥١)
ولم يكن التحدي من القرآن إلا لمن لم يقبل كونه كلام الله، فحين يكون كلاما لأحد من البشر يتصور عدم انفراد قائله بمثله، ولم يكن لأحد أبدا أن يحوز ميزة في كلام لم يبلغه في درجته سابق أو لاحق.
وهاهو القرآن عبر القرون جميعا يمد تحديه شامخا ما نال منه أحد أبدا إلا كما قيل: