سبب اختيار الموضوع
لم يقترح لي موضوع من جملة ما طرح، مما أربك سرعة الشروع فى تقصى جوانب البحث بصفة شمولية، لذلك رحت أفاضل بين الموضوع والآخر على أسس شخصية فردية بحتة، وكلما استقرت النفس على موضوع بكرةً حادت عنه عشية، إلى أن هداني الله تعالى إلى موضوع عناية المسلمين ببيان وجوه إعجاز القرآن الكريم.
وصَمدَت في نفسي فكرة البحث في هذا الموضوع حيث يدعمها واقع المسلمين اليوم. وكأنهم بحاجة ماسة فعلا إلى آية، لا أقول ليؤمنوا بالقرآن، ولكن ليعلنوا هم لأنفسهم أنهم جادون في الأخذ بما في هذا الكتاب.
وحفظ الله الكتابَ تتنوع فيه المعارض، فصروح الطباعة صورة من صور الحفظ، والمنتديات المتعلقة بها وجوه التباحث في القرآن الكريم صورة ثانية، والهيئات الدولية كالتي تتبع رابطة العالم الإسلامي والمنوط بها دراسات الكتاب والسنة عموما، وبيان وجوه الإعجاز فيهما خصوصاً مظهر آخر.
ومن الواجب أننا بعد بيان مثل هذه الوجوه للإعجاز القرآني علينا أن نخرج من ضيق القول إلى سعة العمل ورحبه، فالكلام لا يجدي دون تجسيده في صورة عملية.
نعم. حين نجوب أرجاء إثارة الكلمات القرآنية تمطرنا سموات عليائها بسامي المعاني، ولكن نجتزئ من الموضوعات ما يناسب إطار البحث دون تجوز أو تجاوز.