كما كتب رسالة عنوانها (الرسالة الشافية في إعجاز القرآن) (١). وفيها تناول بعض نواح من فكرة الإعجاز ركز فيها على موقف العرب المعاصرين لنزول القرآن من أمثال الوليد بن المغيرة، وعتبة بن ربيعة وغيرهما ممن أقروا راغمين أن القرآن ليس من كلام البشر.
وفي القرن السادس خصص القاضي عياض بن موسى إلىحصبي (ت سنة ٥٤٤هـ) فصلا في الجزء الأول من كتابه: (الشفا بتعريف حقوق المصطفي) لإعجاز القرآن بدأه بقوله: (اعلم وفقنا الله وإياك أن كتاب الله العزيز منطو على وجوه من الإعجاز كثيرة، وتحصيلها من جهة ضبط أنواعها في أربعة وجوه: أولها حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته ووجوه إيجازه وبلاغته الخارقة عادة العرب) (٢).
ثم عرض لبقية وجوه الإعجاز فعّد منها: صورة نظمة العجيب وأسلوبه الغريب، وما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما أنبأ به من أخبار القرون السابقة، والأمم البائدة، والشرائع الدائرة إلى أن قال هذه الوجوه الأربعة بينة لانزاع فيها ولامرية) (٣). ثم عرض بعد ذلك لوجوه أخرى إجمالا فقال (وقد عدّ جماعة من الأئمة ومقلدي الأمة في إعجازه وجوها كثيرة منها: أن قارئه لايمله، وسامعه لا يمجه، بل الإكباب على تلاوته يزيده حلاوة، وترديده يوجب له محبه، ولا يزال غضا طريا، وغيره من الكلام ولو بلغ في
(٢) الشفاء: ١/٢١٧
(٣) نفس المصدر: ١/٢٢٩