أفرد الموضوع بالتصنيف من أعلام العلماء الذين مضى ذكر كثير منهم، مثل: الخطابي والرماني والباقلاني والرازي وغيرهم، ثم تكلم على أنواع المعجزات، والفرق بين معجزات السابقين من الأنبياء ومعجزة النبي ﷺ وهى القرآن، ثم عرض آيات التحدى، وردّ القول بالصرفة، ثم ذكر أقوال العلماء في وجه إعجازه، فلخص ما قاله السابقون في ذلك، ثم ختم بنقل ما أورده القاضي عياض في أوجه الإعجاز الأربعة، وما تلاها من أوجه ذكرناها عند الكلام عما تضمنه كتاب (الشفا) في موضعه.
وفي القرن الثالث عشر ألف العلامة شهاب الدين الآلوسى (ت سنة ١٢٧٠هـ) تفسيره الموسوعي (روح المعانى في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) وعلى عادة كثير من المفسرين قدم بمقدمات قيمة ضمنها فوائد جليلة، جعل الفائدة السابعة منها في بيان وجه إعجاز القرآن، تكلم فيها على أوجه الإعجاز عند كثير من العلماء، ولم يرتض الكثير من أقوالهم خاصة ما قاله المعتزلة، وما قاله الجاحظ، وكذلك المرتضى من الشيعة، وردّ أكثر هذه الأقوال، وناقش أقوالاً أخرى، حتى انتهى إلى أن قال: (وقد أطال العلماء الكلام على وجه إعجاز القرآن، وأتوا بوجوه شتى الكثير منها خواصه وفضائله، مثل الروعة التى تلحق قلوب سامعيه، وأنه لا يمله تاليه، بل يزداد حباً له بالترديد، مع أن الكلام يعادى إذا أعيد (١). وكونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله تعالى بحفظه، والذى يخطر بقلب هذا الفقير: أن القرآن بجملته وأبعاضه حتى أقصر سورة منه معجز بالنظر إلى نظمه وبلاغته، وإخباره عن الغيب، وموافقته لقضية العقل، ودقيق المعنى، وقد تظهر كلها في