معاني القرآن، وتدبُّر آياته. قال الزركشي (١) :((وهو فن جليل، وبه يعرف كيف أداء القرآن، ويترتب على ذلك فوائد كثيرة واستنباطات غزيرة، وبه تتبين معاني الآيات)).
والقطع: هو قطع الكلمة عمَّا بعدها وجوباً أو جوازاً، وحدَّد العلماء للمصطلحات المستعملة مواضع، وهذه المصطلحات هي (٢) : التامُّ والحسن والكافي والصالح والجيد والبيان والقبيح، فمواضع القطع والائتناف مرتبطة بالمعنى والحكم الإعرابي. وأشهر كتب هذا الفن كتاب النحاس، إذ طبَّق قواعد العلم على القرآن مرتبة بحسب السور. يقول في المقدمة (٣) : فينبغي لقارئ القرآن إذا قرأ أن يتفهم ما يقرؤه، ويشغل قلبه به، ويتفقَّد القطع والائتناف، ويحرص على أن يُفْهم المستمعين في الصلاة وغيرها، وأن يكون وَقْفُه عند كلام مُسْتغن أو شبيه، وأن يكون ابتداؤه حسناً، ولا يقف على مثل ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى﴾ (الأنعام: ٣٦) لأنَّ الواقف ههنا قد أشرك بين المستمعين وبين الموتى، والموتى لا يسمعون ولايستجيبون، وإنما أخبر عنهم أنهم يُبعثون)).
ومن المصنفات التي وصلَتْنا في هذا الباب ((إيضاح الوقف والابتداء

(١) البرهان ١ / ٣٤٢.
(٢) القطع والائتناف للنحاس ١١
(٣) القطع والائتناف ٩٧.


الصفحة التالية
Icon