مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} (القصص: ٢٣) وبمعنى الحين من الزمان، نحو قوله تعالى: ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ (يوسف: ٤٥)، وبمعنى الملَّة والدين، نحو قوله تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾ (الزخرف: ٢٣)، وبمعنى الجنس نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ (الأنعام: ٣٨).
وقد أثبت هذا المشتركَ ابنُ فارس في كتابه ((الصاحبي)) (١) ومثَّل له بالعَين، وسيبويه في كتابه (٢)، وأشار إلى أن مِنْ كلام العرب اتفاق اللفظيين واختلاف المعنيين، نحو قولك: ((وَجَدْتُ عليه)) من المَوْجِدة و ((وجَدْت)) إذا أرَدْتَ وجدان الضَّالَّة.
وقد خدم العلماء الألفاظ القرآنية التي تسير على هذا القبيل.
ويلخص الدكتور رمضان عبد التواب عوامل نشأة المشترك اللفظي بالاستعمال المجازي، ولم يهتمَّ أصحاب المعاجم بالتفرقة بين المعاني الحقيقية والمجازية للكلمات، والعامل الآخر في نشأته اللهجاتُ؛ وذلك لأنَّ بعض هذه المعاني المجازية نشأ في بيئات مختلفة، ويُضاف إلى هذه العوامل اقتراض الألفاظ من اللغات المختلفة، وينتهي إلى القول بأن المشترك اللفظي لا وجود له في واقع الأمر إلا في معجم لغةٍ من اللغات، أمَّا نصوص هذه اللغة واستعمالاتها فلا وجود إلا لمعنى واحد من معاني هذا المشترك اللفظي (٣).

(١) الصاحبي ١١٤.
(٢) الكتاب ١ / ٢٤.
(٣) فصول في فقة العربية ٣٣٤.


الصفحة التالية
Icon