والوقوف عندما حَدُث" (١). وقد قرَّر بعض الأصولين قاعدة في أنّ كُلَّ معنىً مستنبط من القرآن غير جارٍ على اللسان العربيِّ فليس من علوم القرآن في شيءٍ " (٢).
وقد أوجب العلماء الأخذ بمطلق اللغة، وأوجبوا علم اللغة لمن كلّف نفسه تفسير القرآن، قال القاسمي في الأخذ بمطلق اللغة: "إنّ القرآن نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين، وهذا قد ذكره جماعة، ونصّ عليه أحمد في مواضع، لكن نقل الفضل بن زيادٍ عنه أنّه سئل عن القرآن يمثِّلُ له الرجلُ ببيتٍ من الشعر؟ فقال: ما يعجبني... وهو محمولٌ على من صرف الآيةَ عن ظاهرها إلى معانٍ خارجةٍ محتملة يدلُّ عليها القليل من كلام العرب، ولا يوجد غالباً إلاّ في الشعر ونحوه، ويكون المتبادر خلافها، وروى البيهقي في " الشُّعب " عن مالك قال: لا أُوتى برجلٍ غير عالمٍ بلغة العرب يفسِّر كتاب الله إلاّ جعلته نكالاً" (٣).
وقال ابن خلدون: "اعلم أنّ القرآن نزل بلغة العرب، وعلى أساليب بلاغتهم، فكانوا كُلُّهم يفهمونه، ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه، وكان ينزل جملاً جملاً، وآياتٍ آياتٍ لبيان التوحيد والفروض الدّينيّة بحسب الوقائع، ومنها ما هو في العقائد الإيمانية، ومنها ما هو في أحكام الجوارح، ومنها ما يتقدَّمُ، ومنها ما يتأخَّر، ويكون ناسخاً له، وكان النبي ﷺ يبيّن المجمل، ويميِّز الناسخ من المنسوخ، ويعرِّفُه أصحابه، فعرفوه وعرفوا
(٢) السابق ١ / ٦٣.
(٣) السابق ١ / ٨.