بإتقان علوم العربيّة صناعةً، بل كانوا يطلبون الفصاحة، وكانت الفصاحة قبل أن تُدَوَّنَ علوم العربية (١)، وقالوا في عاصم: "كان نحويّاً فصيحاً" (٢) و"كان ذا نُسُكٍ وأدبٍ، وفصاحة، وصوت حَسَن" (٣). "وكان أحمد بن عبد العزيز من أطيب النّاسِ صوتاً، وأفصحهم أداءً " (٤). وقد وصف عبد الوارث التنوُّري بالفصاحة والبلاغة، قال أبو عمر الجرميُّ: "ما رأيْتُ فقيهاً أفصح منه" (٥). وفي ترجمة أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري ت ٧٠٥ هـ‍ "كان أحسن أهل زمانه قراءةً للحديث؛ لأنَّه كان فصيحاً مفوَّهاً، عديم اللّحن، عذب العبارة، طيِّب الصّوت، خبيراً باللُّغة، رأساً في العربيّة وعللها" (٦).
وكان ممّا ينتقص به المقرئ أو القارئ قصوره في العربية، كما قال أبو حيّان في حسن بن عبد الله التلمساني (ت ٦٨٥ هـ‍" كان بربريّاً، في لسانه شيءٌ من رطانتهم، وكان مشهوراً بالقراءات، عنده نزرٌ يسيرٌ جدّاً من العربيّة، كألفيةِ ابن معط، ومقدمة ابن بابشاذ، يحلّ ذلك لمن يقرأ عليه" (٧). وقد ردَّ الذّهبيّ على أبي حيَّان قوله فيه، وقال: "إنّه كان عارفاً بالعربيّة، بل قويّ المعرفة، ويكفيه أن يشرح ألفيّة ابن معطٍ للناس... " (٨). وكان القصور

(١) السابق ص ٧٤.
(٢) السابق ص ٧٥.
(٣) السابق ص ٧٦.
(٤) الذهبي، معرفة القرّاء الكبار ص ٢٥٤.
(٥) السابق ص ١٣٥.
(٦) السابق ص ٥٧١.
(٧) السابق ص ٥٦١.
(٨) السابق ص ٥٦٠ - ٥٦١.


الصفحة التالية
Icon