خلال القرآن، بل شاركوا أصحاب القراءة، والمبدعين في التجويد عملهم، فلا يكادُ يخلو كتابٌ من ذكر آرائهم، والاستناد إلى ما قرَّروه، ممّا لا تدعو حاجة إلى بيانه وشرحه.
"والقراءة والأداء - كما يقول الرافعي - أمران يتعلّقان باللفظ، ويبنيان على وجوه اللغة التي قام بها " (١) وأحْكِمَتِ الصِّلةُ بين القراءة واللغةِ، حَتَّى عُدَّتْ موافقة القراءةِ العربيةَ بوجهٍ من الوجوه شرطاً في صحّتها وقبولها، سواء أكان هذا الوجه أفصح أَمْ فصيحا، مجمعاً عليه، أم مختلفاً فيه اختلافاً لا يضرُّ مثله (٢) ترى ذلك بيّناً في كلماتٍ لأهل اللغة، مثل قول الفرّاء "اتباع المصحف إذا وجدتُ له وَجْهاً من كلام العرب، وقراءة القُرّاء أَحَبُّ إليَّ من خلافه" (٣). وكلام الفرّاء وإن كان صريحاً في رسم المصحف، إلاّ أنّه ينطبق على القراءة والأداء.
وقد جَعَلَ المتأخِّرون من القُرّاء شروط القراءة الصحيحة ثلاثة جمعها بقوله:
(٢) ينظر في هذا كتب القراءات، ومعاني القرآن للفرّاء ٢ / ٢٩٣، والصاحبي ص ١٥، وتاريخ آداب العرب ٢ / ٥٥.
(٣) الفرّاء، يحيى بن زيّاد (ت ٢٠٧) معاني القرآن، تحقيق أحمد يوسف نجاتي وآخرين، ط أولى / القاهرة ٢ / ٢٩٣.