فكُلُّ ما وافَق وَجْهِ نَحْوِ
وكان للرسم احتمالاً يَحْوي
وصَحَّ إسناداً هو القرآنُ
فهذه الثلاثة الأركانُ" (١)
وقال البنّا: "فإذا اجتمعت هذه الثلاثة في قراءةٍ وجَب قبولها، سواء كانت عن السَّبْعة أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، نصّ على ذلك الدانيُّ وغيره ممّن يطول ذكرهم " (٢).
وبإقامة أحكام العربية بنية وتركيباً، يتحقّق الإيقاع الجيِّد في الأداء، وبه يرتّل القرآن كما قال أبو حاتم الرّازيّ: "النحو معيار جميع كلام العرب، ما كان منه منثوراً، وما كان منه شعراً، وما كان منه سجعاً، وغير ذلك من وجوه كلام العرب، وبالنّحو يرتَّل القرآنُ الّذي هو كلام الله عزّ وجلّ فيعرب كُلُّ حرفٍ منه به، ويقوَّم عليه، حتى لا يترك حرفٌ واحد إلاّ ويُعطَى حَقَّه من الإعراب، وهكذا كان الفصحاء من العرب يفعلون في كلامهم كُلّه، يُعْطُون كُلَّ حرفٍ حظّه من الإعراب" (٣).
صحيحٌ أنّ مُقَوِّماتِ الإيقاع ليست محصورةً في إقامة الإعراب على وجهه، لكنّه من أهمِّها، إلى جانب إتقان أحكام التجويد، خاصّة ما يتعلق بالغنة، والمدّ، وأنواع المدود وقدر حركاتها، ومعرفة الأحكام الخاصَّةِ لبعض

(١) ابن الجزريّ، محمد بن محمّد (ت ٨٣٣) طيبة النشر في القراءات العشر ضمن إتحاف البررة بالمتون العشرة في القراءات والرسم والآي والتجويد، مطبعة مصطفى الحلبي / مصر / عام ١٣٥٤ هـ - ١٩٣٥ م ص ١٦٩.
(٢) البنّا، أحمد بن محمد (ت ١١١٧هـ‍) إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر/ تحقيق د. شعبان محمد إسماعيل / الناشر عالم الكتب / بيروت/ مكتبة الكليات الأزهرية/ القاهرة / ط أولى عام ١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م، ١ / ٧٠.
(٣) أبو حاتم، الزينة ص ٩٠ - ٩١.


الصفحة التالية
Icon