(من أهل القرن الثاني).
ثمّ جاء من بعدُ أبو فيدٍ مُؤَرِّج بن عمروٍ السدوسيّ البصري (ت ١٧٤ هـ‍) فألّف كتاباً لم يصل إلينا، ومثله أبو سعيد البكري (من أهل القرن الثاني) ثمّ تلاهما طائفةٌ، منهم أبو محمّد يحيى بن المبارك اليزيديّ (ت ٢٠٢ هـ‍) والنضر بن شميل (ت ٢٠٣) وأبو عبيدة معمر ابن المثنّى ت ٢١٠ هـ‍) وأبو الحسن الأخفش سعيد بن مسعدة ت ٢١٥ هـ‍) وأبو عبيدٍ القاسم بن سلاّم (ت ٢٢٤ هـ‍) ومحمد بن سلاّم الجمحي ت ٢٣١ هـ‍) وأبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد العدويّ (ابن اليزيديّ) تلميذ الفرّاء، وابن قتيبة ت ٢٧٦ هـ‍) وأحمد بن يحيى ثعلب (ت ٢٩١ هـ‍) ومحمد بن الحسن بن دينارٍ الأحول، وأبو جعفر بن محمد بن يزداد الطبري (١)، وهؤلاء عاشوا في عصر واحد، تقاربت وفياتهم، وتأثّر بعضهم ببعضٍ، وأغلب كتبهم ضاعَتْ إلاّ ما نُقِلَ منها في الكتب اللاّحقة.
وقد وصل إلينا منها غريب القرآن لابن قتيبة، وقد طبع، وقد قال في مقدمته: "وكتابنا هذا مستنبطٌ من كتب المفسِّرين، وكتب أصحاب اللغة العالمين، لم نخرج فيه عن مذاهبهم، ولا تكلَّفْنا في شيءٍ منه بآرائنا غير معانيهم، بعد اختيارنا في الحرف أولى الأقاويل في اللغة، وأشبهها بقصَّةِ الآية" (٢). وهذا يؤكّد التلازم أو التآخي بين علوم القرآن وعلوم العربية.
ثمّ توالى المؤلِّفون في غريب القرآن في القرون التالية، وكان من أشهرهم

(١) نصّار، المعجم العربي ص ٤٠.
(٢) ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم (ت ٢٧٦ هـ) تفسير غريب القرآن / تحقيق السيد أحمد صقر / الناشر/ عيسى الحلبي / القاهرة / عام ١٣٧٨هـ- ١٩٥٨م ص ٤.


الصفحة التالية
Icon