محمد بن عُزيز السجستاني ت ٣٣٠ هـ) وكتابه مطبوع، وأبو القاسم الحسين بن محمد الرَّاغب الأصفهانيّ (من رجال القرن الخامس) وقد تجلّى في معجمه منهج لغويٌّ متميِّزٌ، صنعةً ومادّةً. ومحمد بن أبي بكرٍ بن عبد القادر الرَّازيّ (من علماء القرن السابع) ألّف كتابه "تفسير غريب ألفاظ القرآن العظيم" منتزعاً من مصادر لغوية، وكُتب تفسير، مثل كتب الزّجّاج، والفَرّاء، والأزهريّ، والجوهريّ، والزمخشريّ، وابن عزيز، وأبي عبيدٍ الهرويّ صاحب الغريبين (١).
ولم ينقطع التأليف في لغة القرآن، وغريبه، وألفاظه حتّى عصرنا الحاضر، ومادّة هذه الكتب لم تكن حجراً عليها، وإنّما دخلت في صميم المعجم العربيّ، لم يخرج عنها إلاّ ما لا يُعَدُّ تفسيراً أو شرحاً للفظ، وهي تُمثِّل أساس المعجم العربيّ، أو هي كما قال الراغب: "ألفاظ القرآن هيَ لُبُّ كلامِ العرب وزبدته، وواسطته، وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء، والحكماء، في أحكامهم وحِكمهم، وإليها مفزعُ حُذَّاقِ الشعراءِ، والبلغاء، في نظمهم ونثرهم، وما عداها وعدا الألفاظ المتفرّعات عنها والمشتّقات منها بالإضافة إليها كالقشور والنّوى بالإضافة إلى أطايب الثمرة، وكالحُثالة والتبن بالإضافة إلى لُبوبِ الحنطة" (٢).
وخدمة القرآن بإيضاح آيه، وبيان أحكامه، كانت غاية مُؤَلِّفي اللُّغة والمعاجم حتّى قال أبو إبراهيم الفارابيّ (ت ٣٥٠ هـ (في مقدمة معجمه
(٢) الراغب الأصفهاني (القرن الخامس) معجم مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق نديم مرعشليّ / دار الكاتب العربي / عام ١٣٩٢ هـ - ١٩٧٢ م، ص " ن " من المقدمة.