"الحجة في علل القراءات السبع " وقِرنُه أبو عبد الله الحُسَين بن أحمد بن خالويه (ت ٣٧٠ هـ‍) كتاب "إعراب القراءات السبع وعللها" وألّف من هذه الطبقة أيضاً، أبو منصور الأزهري (ت ٣٧٠ هـ‍) كتاباً في "معاني القراءات". ثم ألّف بعدهم أبو الفتح عثمان بن جني (ت ٣٩٢ هـ‍) ألّف كتاب "المحتسِب في تبيين وجوه شواذّ القراءاتِ، والإيضاح عنها" وقد أراد به أن يستكمل عمل شيخه أبي عليّ. كما ألّف في آخر هذا القرن أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة كتابه "حُجَّة القراءات".
وفي القرن الخامس ظهر مكّيّ بن أبي طالبٍ (ت ٤٣٧ هـ‍) فألّف كتابه "الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها" وغيره، ثمّ تواتر التأليف في جمع القراءات والاحتجاج فألّف في القرن السادس ابن الباذش (ت ٥٤٠ هـ‍) كتابه " الإقناع ".
والكتب في القراءات تخريجاً وتوجيهاً واحتجاجاً أكبر من أن نأتي عليها في هذه العجالة، ولسردها مقامٌ آخر، لكن يكفينا أن نشير إلى بعضها إشارة خاطفة، وفيه غنيةٌ، وكفاية، لما قصدنا إليه.
وقد أسهم هذا النوعُ من التأليف في إثراء العربيّة، وخدمة لغة القرآن، وكان إضافةً لدرس العربيّة اتخذ القرآن محوراً، وجعله مداراً يدورُ حولَه، وكم من مسألةٍ عازبة، يعزُّ عليك أن تجدها في المطوّلات النحوية، ثمّ تجدها منشورةً مبسوطةً في كتب توجيه القراءات.
ثمّ إنّ كتب توجيه القراءات تمزج مستويات الدرس اللُّغويِّ الأربعة ببعض: الصوتي، والصرفيّ، والنحويّ، والدّلاليّ، وتعدُّ من أرقى الدراسات التطبيقية في اللغة العربية، وهي تمثِّل اللحمة القويّة بين علوم العربيّة


الصفحة التالية
Icon