ومن هذا النوع من الأوقاف خدمة للقرآن:
المدرسة الزمامية بمكة المكرمة
نسبة إلى الطَّواشِي خُشْقَدَم الزمام الذي أنشأها "من المسجد الحرام، قرر بها شيخاً وغيره من الصوفية يجتمعون ويقرأون بعد صلاة العصر، ويهدون ثواب ذلك في صحيفته، وجعل بها صهريجاً يجتمع فيه الماء من سطح المسجد الحرام، وجعل بها خلاوي يسكنونها الفقراء، وأوقف عليها وقفاً جليلاً، وهو الربع الذي بالمسعى، ويعرف بربع (التوريزي) شاه بندر جدة لتوليه عمارته، وجعل الناظر عليها الشيخ شمس الدين عمر الشامي" (١).
ب- الأوقاف على قراءة القرآن على الترب (المقابر) :
من جملة الأوقاف ذات العلاقة بالعناية بالقرآن الكريم أوقاف حبسها أصحابها على قراءة القرآن على المقابر والأضرحة، وقد انتشرت هذه البدعة بين الملوك والأمراء وأصحاب الثراء في القرون الإسلامية المتأخرة التي لم يكن لها وجود في زمن سلف الأمة رضوان الله عليهم. اعتاد أولئك في بعض البلاد الإسلامية تحبيس أموال طائلة على القراء الذين يتناوبون قراءة القرآن عند قبورهم، وأمثلة هذا كثيرة منها:
ما ذكره العلامة قطب الدين بن علاء الدين النهروالي المكي أن السلطان قايتباي من ملوك الجراكسة "انتقل إلى رحمة الله في أواخر يوم الأحد لثلاث بقين من ذي القعدة الحرام سنة إحدى وتسعمائة، ودفن بتربته بالصحراء التي

(١) ابن فهد، النجم عمر بن فهد محمد بن محمد بن محمد بن محمد، إتحاف الورى بأخبار أم القرى، الطبعة الأولى، تحقيق عبد الكريم علي باز، (مكة المكرمة: جامعة أم القرى، عام١٤٠٨) ج٤، ص٦٤.


الصفحة التالية
Icon