بناها في حياته في غاية الحسن والزينة. وبها مساكن للقراء، وأوقاف دارة عليهم إلى الآن ليس بمصر أحسن تربة منها" (١).
هذا النوع من الوقف على قراءة القرآن فيها جانبان – كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
الأولى: مصلحة بقاء حفظ القرآن وتلاوته، وكون هذه الأموال معونة على ذلك وحاضة عليه.
الثانية: مفاسد من حصول القراءة لغير الله، والتآكل بالقرآن، وقراءته على غير الوجه المشروع.
جاء تحليل هذه القضية تحليلاً علمياً شرعياً مفيداً عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بما يدل على تفهم كامل وصحيح للموضوع من جميع جوانبه الشرعية، والتعليمية، والاجتماعية، وبيان المصالح والمفاسد الناجمة عنه في العبارة التالية:
"وأما هذه الأوقاف على الترب (المقابر) ففيها من المصلحة بقاء حفظ القرآن وتلاوته، وكون هذه الأموال معونة على ذلك، وحاضة عليه؛ إذ قد يدرس حفظ القرآن في بعض البلاد بسبب عدم الأسباب الحاملة عليه.
وفيها مفاسد أخر من حصول القراءة لغير الله، ومن التآكل بالقرآن، وقراءته على غير الوجه المشروع، واشتغال النفوس بذلك عن القراءة المشروعة، فمتى أمكن تحصيل هذه المصلحة بدون ذلك الفساد جاز، فالواجب النهي عن ذلك، والمنع منه وإبطاله، وإن ظن حصول مفسدة أكثر