المقدمة
الحمد لله؛ الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على رسول الله؛ إمام القراء وقدوة الفضلاء، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره ودعا بدعوته وبعد:
فإني رأيت علم القرآن حفظا وتقوى لا يحمله إلا من أطلق عليهم "رجال الدين" كالوعاظ، وطلاب الشرع وأئمة المساجد ومأذوني الأنكحة ومن إليهم، وإن حصر القرآن في نطاق هؤلاء الأخيار دون غيرهم، لم تعهده أمة الإسلام على امتداد تاريخها المشرق، وتعاقب مراحلها المختلفة.
لأن الإسلام دين ودنيا، عقيدة وشريعة، إنه منهاج حياة، وكل فرد ينتمي إلى أمة الإسلام مهما كان حاله، مطالب بتعلم القرآن والسير على نهجه.
ورأيت ـ كذلك ـ أطفالا يجوبون السكك، قد غاب عنهم اهتمام ولاة أمورهم، وغابت مع ذلك القدوة الطيبة الموجهة،