ينقطع عدد التواتر فيه، ولا يتطرق إليه التبديل والتحريف، فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين وإلا فالكل آثم١.
هذا من حيث المبدأ، وإذا كان التاريخ الإسلامي ذا صفحات وضاءة في مجال حفظ القرآن وتحفيظه كما مر طرف منه.. وإذا كان الله قد تكفل بحفظ القرآن من التحريف والتبديل فحفظ القرآن كاملا كما أنزله على قلب رسوله.. فإن حفظه يصبح فرض كفاية في حق سواد الأمة وعامة المسلمين..
أما حفظ بعضه كالفاتحة ونحوها فهو فرض عين على كل فرد، إذ لا تصح الصلاة بغير الفاتحة لقوله ـ ﷺ ـ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" ٢.
أما من أتم حفظ القرآن أو أتم حفظ بعضه فيجب عليه المداومة على حفظه وعدم تعريضه للنسيان، وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن قوله ـ تعالىـ: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ ٣،
١ البرهان للزركشي١/٤٥٦، والإتقان١/٩٩.
٢ متفق عليه: البخاري ١/٢٦٣ صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ، ومسلم٢٩٥، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة.
٣ سورة المزمل، الآية: ٢٠.
٢ متفق عليه: البخاري ١/٢٦٣ صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ، ومسلم٢٩٥، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة.
٣ سورة المزمل، الآية: ٢٠.