باعتبارها سن "تقبل" المعلومات والمحفوظات في يسر وسهولة.. فجل الصحابة الذين اشتهروا بقراءة القرآن وإقرائه وإتقانه لم يحفظوه في طفولتهم.. بل لم يسلم أكثرهم إلا وقد جاوز سن الطفولة أو المراهقة.
ومع هذا كان "إسلامهم" هو الدافع إلى الاهتمام بالقرآن وحفظه والعمل به، وبرعوا في ذلك على مثال لا نظير له..
وما من شك أن عهد الصبا عهد "الحفظ" وقديما قالت العرب: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.. والأطفال إلى سن دون المراهقة أو بعدها بقليل هم "المادة" الأساسية الأولى لحفظ القرآن الكريم ويتلخص سبب ذلك علميا في أن الأطفال يتمتعون بالتذكر الآلي roie memory بصورة خاصة وهذا يفسر لنا قدرة الأطفال على استرجاع الأناشيد دون أي فهم للمعنى.. وعندما ينمو الطفل عقليا وتكون مادة الحفظ في مستوى إدراكه يفضل التذكر القائم على الفهم١.
يقول أبو حامد الغزالي: "الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة، خالية عن كل نقش وصورة، وهو