قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عوّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك.. ومهما أهمل في ابتداء نشئوه خرج في الأغلب رديء الأخلاق كذابا حسودا سروقا نماما لحوحا، ذا فضول وضحك وكياد ومجانة، وإنما يحفظ عن جميع ذلك بحسن التأديب"١.
ويقول العلامة ابن الجوزي: "... أما تدبير العلم فينبغي أن يحمل الصبي من حين يبلغ خمس سنين على التشاغل بالقرآن والفقه وسماع الحديث، وليحصل له المحفوظات أكثر من المسموعات لأن زمان الحفظ إلى خمس عشرة سنة، فإذا بلغ تشتت همته... وأول ما ينبغي أن يكلف حفظ القرآن متقنا، فإنه يثبت ويختلط باللحم والدم! "٢.
وفي البخاري: باب تعليم الصغار... في كتاب فضائل القرآن، والمقرر في واضع المشاهدة والتجربة أن الحفظ في عهد الصبا هو الأكثر دقة والأسرع تذكرا والأعمق انطباعا والأدوم وقتا..
٢ صيد الخاطر، ص ٢٣٤، ط لبنان.