وإذا كان بعض الفقهاء كره للطفل أن يحفظ القرآن الكريم كما هو المأثور عن النخعي وسعيد بن جبير فذلك لسبب ذكروه وهو خشية الملال له أو قبل تعلقه وإدراكه الواعي.
لقد اشتهر من الصحابة من كان يحفظ القرآن في صباه كابن عباس إذ يقول: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم "أي المفصل"١.
وجمهور الفقهاء على جواز تحفيظ القرآن للأطفال؛ لأنه ادعى إلى ثبوته ورسوخه عندهم، قال ابن جبير؛ يترك الصبي مرفها أولا، ثم يؤخذ بالتدريج، قال ابن حجر: والحق أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص٢.
وهذا الأسلوب الحكيم وهو "التدرج" يفقده بعض الآباء والمعلمين الذي يأخذون الطفل بالزجر والعنف غير المحمود، فتنشأ لديه ما يسمى بالعقدة النفسية ولا ترتاح نفسه لتلاوة كتاب الله أو الدراسة أيا كانت بوجه عام.
قال السيوطي ـ رحمه الله ـ: "ثم ظهرت لذلك حكمة في
٢ فتح الباري٩/٨٣.