ولقد نهج الصحابة هذا المنهج، فبعد أن تلقوا القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتهر منهم بإقراء القرآن سبعة١قرأ عليهم خلق كثير.
وإلى "منهج الإقراء" يشير قوله ـ ﷺ ـ:"خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب" ٢.
ثم إن بناء المجتمع المسلم ـ ونحن في مسيس الحاجة إليه اليوم ـ من أسسه الكبرى ووسائله الأولى وأهدافه المرتجاة "نشر القرآن" بين أفراد الأمة وتعليما وتطبيقا ودعوة.. وهذا ما قامت عليه دولة الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا "يعني المدينة" مصعب بن عمير،
١ الإتقان١/٩٩ والحديث في البخاري٤/٢٣٤ كتاب بدء الخلق.
٢ متفق عليه: البخاري٣/١٣٧٢ فضائل الصحابة باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة ـ رضي الله عنه ـ عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ، ومسلم ٤/١٩١٣ فضائل الصحابة باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه ـ رضي الله عنهما.
٢ متفق عليه: البخاري٣/١٣٧٢ فضائل الصحابة باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة ـ رضي الله عنه ـ عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ، ومسلم ٤/١٩١٣ فضائل الصحابة باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه ـ رضي الله عنهما.