قال ابن حجر: والتحقيق أن لكل من الإسراع والترتيل جهة فضل بشرط ألا يخل المسرع بشيء من الحروف والحركات والسكون الواجبات١.
والأفضل بوجه عام التأني لأن أنسا ـ رضي الله عنه ـ سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "كان يمد مدا" ٢وقالت حفصة ـ رضي الله عنها ـ تصف قراءة النبي في صلاته "أنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها"٣.
قال البيهقي رحمه الله: وقد ذهب بعض أهل العلم أي أن المراد به تحسين الصوت بالقرآن وذلك بأن يقرأه حدرا وتخزينا واستدلوا على ذلك برواية عبد الجبار بن الرد عن ابن أبي مليكة هذا الحديث بإسناد آخر ثم قال: قلت لابن أبي مليكة يا أبا محمد: أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت، قال: يحسنه ما استطاع، قالوا: وقوله: "ليس منا" يريد: ليس على سنتنا فإن السنة في قراءة القرآن الحدر والتحزين، فإذا ترك ذلك كان تاركا لسنته والله أعلم.
٢ رواه البخاري٤/١٩٢٤، فضائل القرآن، باب مد القراءة.
٣ سنن النسائي٣/٢٢٣ قيام الليل.