السَّحَابَ الثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (الرعد: ١٣). كما ينهى الله في القرآن عن تأليه الملائكة والأنبياء والأشخاص البارزين كما كان الناس في شتى أنحاء العالم يفعلون ولا يزالون. يقول عزّ وجلّ: ﴿وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً﴾ (آل عمران: ٨٠)، ويقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ (الأعراف: ١٩٤). كذلك ينهى الله عز وجلّ في القرآن عن عبادة إلهين، إله للخير وإله للشر، أو إله النور وإله الظلمات، كما كان المجوس يفعلون. يقول عز وجل في القرآن ﴿لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾، (النحل: ٥١) ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ (الأنعام: ١) وفي السياق نفسه يستنكر القرآن تأليه عيسى عليه السلام وجعل الأبناء والبنات لله، وفكرة التثليث والتجسد، وغير ذلك من الشرك والانحرافات عن التوحيد، فالقرآن عالمي من ناحيتي المنطلق والرسالة على السواء، فلا داعي للمسلمين لاختلاق قصة للوثنية في الحجاز على غرار ما كان سائدا في النقب، كما يزعم نيفو وأمثاله. ؟
وبما أن نيفو لا يدرك طبيعة القرآن هذه يزعم أن القرآن خليط من الأفكار اليهودية والنصرانية والتوحيدية الموجودة في النقب قبيل ظهور الإسلام. إن القرآن لا ينكر وجود اليهودية ولا النصرانية، بل ينتقد ويرفض الانحرافات عن التوحيد وتقاليد الشرك التي طرأت عليهما، كما يقول إنه إنما جاء لإحياء وإكمال رسالة التوحيد التي بلغها النبيون والرسل من قبل، ويقول: ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ (الأعلى: ١٨، ١٩).


الصفحة التالية
Icon