وجود هذه الاختلافات يشير إلى أن السور القرآنية لم تكتب في شكلها النهائي أثناء حياة محمد (صلى الله عليه سلم) وأنه من المحتمل أن قرآنا ذا ترتيب مختلف للسور كان متداولا لزمن طويل (٣). (١)
ومما لا شك فيه أن كتابة بوين وبوتمر أثارت تخمينات واسعة في دوائر استشراقية، فقام أحد المستشرقين - واسمه توبي ليستر (Toby Lester) - باتصال هاتفي مع بوين (٢) ثم حرَّر مقالة صحافية لها وزنها نشرتها مجلة The ﷺtlantic Monthly في عدد ينابر، ١٩٩٩ بعنوان "ما هو القرآن؟ ") (What is the Quran) ٣). تشتمل المقالة على ثلاثة أصناف من المواد: (أ) خبر عن المخطوطات الصنعانية والاستنتاجات التي توصلت إليها بوين وبوتمر (ب) مزاعم المستشرقين الآخرين مثل وانسبرة وكرون وكوك ونيفو وبيلامي (J.A. رضي الله عنellamy) عن القرآن (ج) إشارة إلي ما يقوم به المستشرقون حاليا من الدراسات القرآنية أو ما ينوون القيام به في المستقبل القريب.
أما بالنسبة للمخطوطات الصنعانية وعمل بوين وبوتمر فيها فكرر توبي ليستر ما قاله بوين في مقالته المشار إليه آنفا وأضاف أن بوين يرى أن القرآن تطور عبر زمن طويل ولم يكن كتابا منزلا من السماء على محمد (صلى الله عليه وسلم) في القرن السابع الميلادي، وأنه ليس بواضح و"مبين"، بل كل خمس آيات من القرآن تكون الآية الخامسة منها لا يمكن فهمها أو تفسيرها، وأن هناك علامات في المخطوطات تدل على إعادة كتابة بعض العبارات في

(١) المصدرنفسه ص ١٠٧ و١١١
(٢) انظر خطاب بوئن إلى القاضي الأكوع بتاريخ ١٤/٢/١٩٩٩م المنقول في Impact International، ج٣٠، (ا) العدد لمارس ٢٠٠٠م، ص ٢٧.
(٣) انظر: The ﷺtlantic Monthly، January ١٩٩٩، pp. ٤٣-٥٦


الصفحة التالية
Icon