سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ يَقُولُ: سُئِلَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ وَأَنَا شَاهِدٌ، فَقَالَ: لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكُمْ بِأَشْرَاطِهَا وَمَا بَيْنَ يَدَيْهَا، إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا رَدْمًا مِنَ الْفِتَنِ وَهَرْجًا، فَقِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هُوَ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْقَتْلُ، وَأَنْ تَجِفَّ قُلُوبُ النَّاسِ، وَأَنْ تُلْقَى بَيْنَهُمُ الْمُنَاكَرَةُ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَعْرِفُ أَحَدًا، وَيُرْفَعُ ذَوُو الْحِجَى، وَتَبْقَى رَجَاجَةٌ مِنَ النَّاسِ لَا تَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا تُنْكِرُ مُنْكَرًا.]
[٢٢٤] قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا... الْآيَةَ. [١٨٨].
«٤٦١» - قَالَ الْكَلْبِيُّ: إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَلَا يُخْبِرُكَ رَبُّكَ بِالسِّعْرِ الرَّخِيصِ قَبْلَ أَنْ يَغْلُوَ فَتَشْتَرِيَ فَتَرْبَحَ؟ وَبِالْأَرْضِ الَّتِي يُرِيدُ أَنْ تَجْدُبَ فَتَرْحَلَ عَنْهَا إِلَى مَا قَدْ أَخْصَبَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
[٢٢٥] قَوْلُهُ تَعَالَى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُمْ يُخْلَقُونَ. [١٨٩].
«٤٦٢» - قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ لَا يَعِيشُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ وَلَدٌ، فَقَالَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ: إِذَا وُلِدَ لَكُمَا وَلَدٌ فَسَمِّيَاهُ عَبْدَ الْحَارِثِ، وَكَانَ اسْمُ الشَّيْطَانِ قَبْلَ ذَلِكَ الْحَارِثَ، فَفَعَلَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ... الْآيَةَ.

قلت: ذكره الهيثمي في المجمع (٧/ ٣٢٤) وقال: رواه الطبراني وفيه من لم يُسم. وفاته عزو الحديث لأبي يعلى أ. هـ.
وذكره السيوطي في الدر (٣/ ١٥٠) وعزاه للطبراني وابن مردويه.
(٤٦١) الكلبي ضعيف.
(٤٦٢) ابن جرير (٩/ ١٠٠) وقد ورد في ذلك حديث مرفوع أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٧) وقال عقبه: هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٥٤٥) وصححه ووافقه الذهبي.


الصفحة التالية
Icon