واحدة فوق الحرف، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف، وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله، فإذا أتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين١.
فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره٢.
وظل ما فعله أبو الأسود هكذا يتلقاه العلماء، حتى جاء عصر الدولة العباسية، وظهر العالم الجليل: الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري المتوفى سنة "١٧٠هـ" فأخذ نقط أبي الأسود وأدخل عليه بعض التحسينات، فجعل علامة الفتح ألفا صغيرة مبطوحة، لأن الفتحة إذا أشبعت تولد منها ألف، وجعل علامة الضمة واوا صغيرة، وعلامة الكسرة ياء صغيرة، وجعل علامة للتشديد هي رأس شين، وعلامة للسكون هي رأس خاء، وأخرى للهمز، وعلامة للاختلاس والإشمام وهكذا٣.
نقط الإعجام:
تقدم أن نقط الإعجام هو الذي يدل على ذوات الحروف ويميز بينها.
ونقط الإعراب هو المرادف للشكل، وهو الذي وضعه أبو الأسود -كما تقدم.
واستمر الأمر على ما فعله أبو الأسود، حتى كانت خلافة عبد الملك بن مروان "ت بعد ١٣٣هـ" وتفشى اللحن وانتشر على ألسنة كثير من الناس، فأمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي "ت٩٥هـ" وإليه على العراق أن يعمل جاهدا على إبعاد أسباب اللحن والتحريف عن القرآن٤.

١ يريد بالغنة: التنوين.
٢ المحكم لأبي عمرو الداني ص٣-٤. والذي تجدر الإشارة إليه هنا أن أبا الأسود الدؤلي كان رجلا ضريرا، ولذلك طلب من زياد أن يختار له عددا من العلماء يقومون بتنفيذ هذا العمل.
٣ انظر: الإتقان للسيوطي "٤/ ١٦٢".
٤ ولعل السبب في اختيار الحجاج لهذه المهمة: هو أن العراق يومئذ كانت موطن كثير من العلماء.


الصفحة التالية
Icon